responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا    الجزء : 1  صفحة : 379
[شرح الآيتين]
وفى الآيتين بعد ذلك مباحث عدة نجملها فيما يلي:
(وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ) ورد التعبير عن خلق الأرض فى القرآن الكريم بألفاظ كثيرة، منها: المد المذكور هنا.
ومنها: الفرش فى قوله تعالى: يا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (21) الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِراشاً وَالسَّماءَ بِناءً [البقرة: 21، 22] وقوله تعالى: وَالْأَرْضَ فَرَشْناها فَنِعْمَ الْماهِدُونَ [الذاريات: 48].
ومنها: البسط فى قوله تعالى فى سورة نوح: وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِساطاً (19) لِتَسْلُكُوا مِنْها سُبُلًا فِجاجاً [نوح: 19 - 20].
ومنها: الدحو أو الدحى، فى قوله تعالى: وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ دَحاها (30) أَخْرَجَ مِنْها ماءَها وَمَرْعاها [النازعات: 30، 31]. والمراد من ذلك كله: خلقها وسواها وجعلها ممهدة لمعايش الخلق ومصالحهم، كما قال تبارك وتعالى: وَالْأَرْضَ مَدَدْناها وَأَلْقَيْنا فِيها رَواسِيَ وَأَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ (19) وَجَعَلْنا لَكُمْ فِيها مَعايِشَ وَمَنْ لَسْتُمْ لَهُ بِرازِقِينَ [الحجر: 19، 20]. وفى هذا التنويع فى التعبير: إشارة إلى تصرف القرآن فى أساليب البلاغة اللفظية، وبلوغه من ذلك المبلغ الذى لا يسامى، وفيه كذلك: فائدة معنوية وهى الإشارة بهذه التعبيرات المختلفة إلى فوائد الأرض ومنافعها للناس، ففي المد: إشارة إلى السعة والامتداد لمن شاء الغدو والرواح والتقلب فى مناكبها والاضطراب فى مذاهبها.
وفى البسط: إشارة إلى السعة والتذليل لمن شاء اجتناء منافعها وتحصيل خيراتها.
وفى الفرش: إشارة إلى الراحة والإيواء والاستقرار على ظهرها لمن شاء أن يتذكر نعمة الله فى ذلك فيقوم بشكرها.
وفى الدحو: إشارة إلى عجائب صنع الله تبارك وتعالى فى خلقها وتسويتها وهكذا.

[كروية الأرض]
ولا تنافى بين ما جاء فى القرآن الكريم من التعبير بهذه الألفاظ وما يقوله علماء الفلك

اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا    الجزء : 1  صفحة : 379
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست